يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حركة حماس في قطاع غزة، يعد شخصية محورية في الساحة الفلسطينية والإسرائيلية. وُلد السنوار في خان يونس عام 1962، وشارك منذ سنوات شبابه في النشاطات العسكرية والسياسية للحركة. قاد السنوار الجناح العسكري لحماس لفترة طويلة، وكان له دور بارز في تعزيز القدرات العسكرية للحركة، وتطوير تكتيكاتها في مواجهة إسرائيل.
خلفية وفاته
في سياق الحديث عن موته المفترض أو محاولة اغتياله، فإن هناك الكثير من التفاصيل التي تعتمد على مصادر متعددة وتقديرات إعلامية لم يتم تأكيدها بشكل قطعي. يُعتقد أن اغتيال السنوار - إن تحقق - يمثل ضربة استراتيجية كبيرة لحماس. كان السنوار قائدًا قوياً وشخصية لا غنى عنها، ليس فقط كقائد عسكري، ولكن أيضًا كمنسق سياسي للحركة مع مختلف الجهات الفاعلة في المنطقة.
الأهمية الاستراتيجية لموته
1. ضربة نفسية وعسكرية: مقتل يحيى السنوار سيمثل ضربة قوية لحركة حماس من الناحية النفسية والعسكرية. كان السنوار رمزًا للمقاومة والمواجهة مع إسرائيل، ومقتله سيؤثر على معنويات كوادر الحركة وأعضائها. فقدان قائد بهذه المكانة سيخلق فراغًا يصعب ملؤه بسهولة، وقد يؤدي إلى تراجع في قدرات الحركة على التخطيط والتنفيذ العسكري.
2. تغيير في ميزان القوى: السنوار كان من الشخصيات التي تسعى باستمرار لتطوير القدرة العسكرية لحماس، وزيادة التنسيق مع الفصائل الأخرى مثل الجهاد الإسلامي. وفاته قد تؤدي إلى تغييرات في ميزان القوى داخل الحركة وبين الفصائل الفلسطينية الأخرى، مما قد ينعكس على مسار الأحداث داخل غزة وفي العلاقات مع إسرائيل.
3. التأثير على العلاقات الخارجية: لعب السنوار دورًا في توجيه العلاقات بين حماس وإيران، وكذلك في إدارة الصراع مع إسرائيل على مدار السنوات. غيابه قد يخلق حالة من عدم الاستقرار في القرارات الإستراتيجية لحماس، سواء في الصراع مع إسرائيل أو في التحالفات الإقليمية.
من يقف وراء اغتياله؟
في حال ثبوت مقتل السنوار، سيكون من المرجح أن إسرائيل كانت وراء العملية. إسرائيل، التي تعتبر حماس عدواً استراتيجياً، تسعى دائماً لاستهداف قيادات الحركة. وقد نفذت سابقاً العديد من عمليات الاغتيال ضد قادة بارزين في حماس مثل الشيخ أحمد ياسين وصلاح شحادة.
من الناحية التقنية، تمتلك إسرائيل القدرة على تنفيذ عمليات اغتيال معقدة باستخدام طائرات مسيرة أو ضربات جوية دقيقة. كما تمتلك إسرائيل جهازًا استخباراتيًا عالي الكفاءة متمثلًا في "الموساد" و"الشاباك"، اللذين قاما بتصفية العديد من الشخصيات البارزة في الحركات الفلسطينية خلال العقود الماضية.
الدعم الخارجي
من المحتمل أن يكون هناك تنسيق مع قوى دولية أو إقليمية في حال اغتيال السنوار. بعض المحللين يشيرون إلى أن بعض القوى الإقليمية التي ترى في حماس تهديدًا لاستقرار المنطقة قد تكون قدمت دعمًا استخباراتيًا أو لوجستيًا لإسرائيل لتنفيذ الاغتيال.
تطورات الأحداث بعد الاغتيال
موت يحيى السنوار - إن تحقق - قد يؤدي إلى سلسلة من التطورات:
تصعيد عسكري: قد تتجه حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى للرد بقوة على عملية الاغتيال، مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة.
تفكك داخلي: يمكن أن يؤدي مقتل السنوار إلى توترات داخلية في حركة حماس، حيث كان له نفوذ كبير في تحديد السياسات واتخاذ القرارات. غيابه قد يخلق صراعًا على القيادة داخل الحركة.
دعم إقليمي ودولي: قد تسعى حماس لتعزيز دعمها الإقليمي من خلال استغلال عملية الاغتيال لتقديم نفسها كضحية للعدوان الإسرائيلي، مما قد يزيد من الدعم من دول مثل إيران أو منظمات دولية تدعم القضية الفلسطينية.
في النهاية مقتل يحيى السنوار، إن تحقق، سيمثل نقطة تحول كبيرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. هذه العملية ليست مجرد اغتيال لشخصية قيادية، بل ستكون لها تداعيات على ميزان القوى في المنطقة وعلى مسار الصراع بين حماس وإسرائيل.