كيف تحمى نفسك من السرطان |
يعد مرض السرطان من أكثر الأمراض التي تثير القلق والخوف في مجتمعاتنا، نظراً لما يسببه من معاناة شديدة للأشخاص المصابين به، ولما يرتبط به من صعوبة في العلاج في بعض الأحيان. ومع تقدم العلم والاكتشافات الطبية، أصبحنا نعلم أن السرطان ليس مجرد مرض يحدث بشكل عشوائي، بل هو نتيجة مجموعة من العوامل المتعددة التي تشمل العوامل الوراثية، البيئية، ونمط الحياة. وبينما لا يمكننا تجنب بعض العوامل مثل الجينات الوراثية، فإن هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها تقليل خطر الإصابة بهذا المرض اللعين. في هذا المقال، سنستعرض أهم الإجراءات والنصائح التي يمكن اتباعها للحفاظ على صحتك وحماية نفسك من الإصابة بالسرطان.
التغذية السليمة والمتوازنة
التغذية تلعب دوراً كبيراً في الوقاية من السرطان. الدراسات تشير إلى أن النظام الغذائي الصحي يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان. من الأطعمة التي يجب التركيز عليها:
1-الفواكه والخضروات : تحتوي على مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة، والتي قد تساهم في حدوث السرطان. حاول تناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الملونة.
2-الأطعمة الغنية بالألياف : مثل الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، حيث تساعد الألياف في الوقاية من سرطان القولون.
3-تقليل الدهون المشبعة : استبدل الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل اللحوم المعالجة والأطعمة السريعة بأطعمة غنية بالدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
4-التقليل من تناول اللحوم المعالجة : تشير الدراسات إلى أن تناول اللحوم المعالجة مثل النقانق، واللحوم المدخنة، والمصنعة قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، خصوصًا سرطان القولون.
الحفاظ على وزن صحي
السمنة وزيادة الوزن من العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان الكلى. يمكن التحكم في الوزن من خلال:
1-النظام الغذائي المتوازن : تناول الأطعمة الصحية مع التقليل من تناول السعرات الحرارية الزائدة.
2-النشاط البدني المنتظم : ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في الحفاظ على وزن صحي ويقلل من خطر الإصابة بالسرطان. يُوصى بممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة 150 دقيقة أسبوعياً.
الإقلاع عن التدخين
التدخين هو العامل الأول والأكبر الذي يساهم في الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة، والفم، والحلق، والمثانة، والبنكرياس. الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بهذه الأنواع من السرطان. من أهم النصائح للإقلاع عن التدخين:
- البحث عن الدعم الطبي أو الانضمام إلى برامج مساعدة للإقلاع عن التدخين.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء للتغلب على الرغبة في التدخين.
- تجنب الأماكن والأشخاص الذين قد يحفزونك على التدخين.
الحماية من أشعة الشمس
التعرض المفرط لأشعة الشمس، خصوصاً في فترات الذروة، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد. لحماية نفسك من هذه المخاطر:
- استخدام واقي الشمس : يُوصى باستخدام واقي الشمس بعامل حماية (SPF) لا يقل عن 30، مع تجديده بانتظام.
- ارتداء الملابس الواقية : ارتداء قبعة واسعة وملبس يغطي البشرة يمكن أن يحميك من التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة : حاول تجنب التواجد في الشمس بين الساعة 10 صباحًا و 4 مساءً.
مراقبة الفحوصات الطبية المنتظمة
التشخيص المبكر للسرطان قد يكون عاملًا حاسمًا في العلاج والشفاء. لذلك، يُنصح بإجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري للكشف عن أي تغيرات قد تشير إلى وجود سرطان في مرحلة مبكرة. وتشمل هذه الفحوصات:- الفحص الذاتي للثدي : للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
- فحص عنق الرحم : من خلال اختبار بابا نيكولاو (Pap smear) للكشف عن سرطان عنق الرحم.
- فحص القولون والمستقيم : بعد سن 50، يوصى بإجراء فحوصات للقولون للكشف عن سرطان القولون.
- الفحص الدوري للبشرة : للكشف عن سرطان الجلد في حال لاحظت أي تغيرات في الجلد أو ظهور شامات جديدة.
الحد من استهلاك الكحول
هناك علاقة قوية بين استهلاك الكحول وزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان الكبد، وسرطان الثدي، وسرطان المريء. للحد من المخاطر، يُنصح:- بتقليل أو الامتناع عن شرب الكحول.
- إذا كنت تشرب الكحول، حاول أن يكون ذلك بكميات معتدلة.
الابتعاد عن المواد الكيميائية السامة
العديد من المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية والمواد السامة في بيئتنا قد تكون عوامل مساعدة في الإصابة بالسرطان. من أجل الوقاية:- حاول الحد من تعرضك للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية في المنزل والعمل.
- استخدم المواد الطبيعية والآمنة في التنظيف.
- تأكد من تهوية الأماكن المغلقة جيدًا لتقليل تعرضك للمواد السامة.
مراقبة عوامل الوراثة والعوامل العائلية
إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان، فقد تكون معرضًا لخطر أكبر للإصابة به. من المهم استشارة الطبيب وإجراء فحوصات منتظمة إذا كان لديك عوامل وراثية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. قد تحتاج إلى استشارات وراثية لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى فحوصات إضافية.على الرغم من أن السرطان قد يبدو مرضًا مخيفًا ومؤلمًا، إلا أن هناك العديد من التدابير التي يمكن اتخاذها للحد من خطر الإصابة به. من خلال اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة، تجنب التدخين والكحول، حماية نفسك من أشعة الشمس، والخضوع للفحوصات الطبية المنتظمة، يمكنك تقليل فرص الإصابة بالسرطان بشكل كبير. علاوة على ذلك، من المهم أن تكون لديك معرفة جيدة بعوامل الخطر وأن تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة في حياتك اليومية.